غالبًا ما يتطلب علاج السرطان وصولًا وريديًا طويل الأمد للعلاج الكيميائي أو التغذية أو ضخ الأدوية. أكثر جهازي الوصول الوعائي شيوعًا لهذه الأغراض هما:قسطرة مركزية مُدخلة محيطيًا(خط القسطرة المركزية المحيطية) ومنفذ قابل للزرع(يُعرف أيضًا باسم منفذ العلاج الكيميائي أو منفذ القسطرة).
يؤدي كلاهما نفس الوظيفة - توفير مسار موثوق للدواء إلى مجرى الدم - لكنهما يختلفان اختلافًا كبيرًا من حيث المدة والراحة والثبات والمخاطر. يساعد فهم هذه الاختلافات المرضى ومقدمي الرعاية الصحية على اختيار الخيار الأنسب.
ما هي القسطرة المركزية المحيطية (PICC) والمنافذ القابلة للزرع؟ أيهما أفضل؟
القسطرة المركزية المُحيطة بالوريد (PICC) هي قسطرة طويلة ومرنة تُدخل عبر وريد في أعلى الذراع وتُمرر نحو وريد كبير بالقرب من القلب. تُتيح هذه القسطرة وصولاً مباشرًا إلى الدورة الدموية المركزية، وهي خارجية جزئيًا، مع وجود جزء مرئي من الأنبوب خارج الجلد. تُستخدم القسطرة المركزية المُحيطة بالوريد عادةً في العلاجات قصيرة ومتوسطة المدى، مثل المضادات الحيوية، والتغذية الوريدية، أو العلاج الكيميائي، والتي تستمر من عدة أسابيع إلى بضعة أشهر.
المنفذ القابل للزرع هو جهاز طبي صغير يُزرع بالكامل تحت الجلد، عادةً في أعلى الصدر. يتكون من خزان (المنفذ) متصل بقسطرة تدخل إلى وريد مركزي. يتم الوصول إلى المنفذ بواسطةإبرة هوبرعندما تكون هناك حاجة إلى تناول الدواء أو سحب الدم ويبقى مغلقًا وغير مرئي تحت الجلد عندما لا يكون قيد الاستخدام.
عند مقارنة المنفذ القابل للزرع مع خط PICC، يوفر خط PICC وضعًا وإزالة أسهل للعلاج قصير المدى، بينما يوفر المنفذ القابل للزرع راحة أفضل ومخاطر عدوى أقل ومتانة طويلة الأمد للعلاجات المستمرة مثل العلاج الكيميائي.
7 عوامل رئيسية لاختيار القسطرة المركزية الطرفية (PICC) مقابل القسطرة القابلة للزرع
1. مدة الوصول: قصيرة الأجل، متوسطة الأجل، طويلة الأجل
تعتبر مدة العلاج المتوقعة هي العامل الأول الذي يجب مراعاته.
القسطرة المركزية المحيطية (PICC): مثالية للاستخدام على المدى القصير والمتوسط، عادةً لمدة تصل إلى ستة أشهر. سهلة التركيب، ولا تتطلب جراحة، ويمكن إزالتها عند السرير.
منفذ قابل للزرع: مثالي للعلاج طويل الأمد، الذي يستمر لأشهر أو سنوات. يمكن تثبيته بأمان لفترات طويلة، مما يجعله مناسبًا للمرضى الذين يخضعون لدورات علاج كيميائي متكررة أو جرعات طويلة من الأدوية.
بشكل عام، إذا كان من المتوقع أن يستمر العلاج لفترة أطول من ستة أشهر، فإن المنفذ القابل للزرع هو الخيار الأفضل.
2. الصيانة اليومية
تختلف متطلبات الصيانة بشكل كبير بين هذين الجهازين للوصول إلى الأوعية الدموية.
القسطرة المركزية المحيطية (PICC): تتطلب تنظيفًا وتغييرًا للضمادات بانتظام، عادةً مرة واحدة أسبوعيًا. ولأنها ذات جزء خارجي، يجب على المرضى الحفاظ على جفاف موقع القسطرة وحمايته لتجنب العدوى.
منفذ قابل للزرع: يحتاج إلى صيانة بسيطة بعد التئام الجرح. عند عدم استخدامه، لا يتطلب سوى التنظيف كل 4-6 أسابيع. ولأنه مزروع بالكامل تحت الجلد، فإن قيود الاستخدام اليومية للمرضى أقل.
بالنسبة للمرضى الذين يبحثون عن الراحة والصيانة المنخفضة، فإن المنفذ القابل للزرع هو الأفضل بشكل واضح.
3. نمط الحياة والراحة
يعد تأثير نمط الحياة أحد الاعتبارات الرئيسية عند الاختيار بين جهاز الوصول إلى القسطرة المركزية المحيطية والمنفذ القابل للزرع.
خط القسطرة المركزية المحيطية (PICC): قد يُعيق الأنبوب الخارجي ممارسة أنشطة مثل السباحة أو الاستحمام أو الرياضة. قد يجد بعض المرضى أنه غير مريح أو مُحرج بسبب صعوبة الرؤية ومتطلبات ارتداء الملابس.
منفذ قابل للزرع: يوفر راحةً وحريةً أكبر. بعد شفائه، يصبح غير مرئي تمامًا ولا يعيق معظم الأنشطة اليومية. يمكن للمرضى الاستحمام والسباحة وممارسة الرياضة دون القلق بشأن الجهاز.
بالنسبة للمرضى الذين يقدرون الراحة وأسلوب الحياة النشط، يوفر المنفذ القابل للزرع ميزة واضحة.
4. خطر العدوى
وبما أن كلا الجهازين يوفران إمكانية الوصول المباشر إلى مجرى الدم، فإن مكافحة العدوى أمر بالغ الأهمية.
القسطرة المركزية المحيطية (PICC): تحمل خطرًا أعلى للإصابة بالعدوى، خاصةً عند استخدامها لفترات طويلة. فالجزء الخارجي منها قد يُدخل البكتيريا إلى مجرى الدم.
منفذ قابل للزرع: يتميز بانخفاض خطر العدوى لأنه مغطى بالكامل بالجلد، مما يوفر حاجزًا وقائيًا طبيعيًا. وقد أظهرت الدراسات السريرية أن المنافذ أقل عرضة لالتهابات مجرى الدم المرتبطة بالقسطرة مقارنةً بالقسطرات المركزية المحيطية.
بالنسبة للاستخدام طويل الأمد، يعتبر المنفذ القابل للزرع هو الخيار الأكثر أمانًا.
5. التكلفة والتأمين
تتضمن اعتبارات التكلفة كل من الإنشاء الأولي والصيانة طويلة الأمد.
القسطرة المركزية المحيطية (PICC): تركيبها أقل تكلفةً عمومًا لأنها لا تتطلب جراحة. مع ذلك، قد ترتفع تكاليف الصيانة المستمرة - بما في ذلك تغيير الضمادات، وزيارات العيادة، واستبدال اللوازم - بمرور الوقت.
المنفذ القابل للزرع: له تكلفة أولية أعلى لأنه يتطلب عملية جراحية بسيطة للزرع، ولكنه أكثر فعالية من حيث التكلفة للعلاجات طويلة الأمد بسبب احتياجات الصيانة المنخفضة.
تغطي معظم خطط التأمين كلا الجهازين كجزء من تكاليف الأجهزة الطبية للعلاج الكيميائي أو العلاج الوريدي. تعتمد فعالية التكلفة الإجمالية على مدة الحاجة إلى الجهاز.
6. عدد اللومن
يحدد عدد اللومنات عدد الأدوية أو السوائل التي يمكن توصيلها في وقت واحد.
خطوط القسطرة المركزية المحيطية (PICC): متوفرة بخيارات أحادية، ثنائية، أو ثلاثية التجويف. تُعد القسطرة المركزية المحيطية متعددة التجويف مثالية للمرضى الذين يحتاجون إلى عمليات نقل دم متعددة أو سحب دم متكرر.
المنافذ القابلة للزرع: عادةً ما تكون ذات تجويف واحد، على الرغم من توفر المنافذ ذات التجويف المزدوج لأنظمة العلاج الكيميائي المعقدة.
إذا احتاج المريض إلى جرعات متعددة من الأدوية في آنٍ واحد، فقد يكون القسطرة المركزية المُحيطية الطرفية (PICC) متعددة التجاويف خيارًا أفضل. في العلاج الكيميائي القياسي، عادةً ما يكفي استخدام منفذ قابل للزرع ذي تجويف واحد.
7. قطر القسطرة
يؤثر قطر القسطرة على سرعة ضخ السوائل وراحة المريض.
خطوط PICC: عادةً ما يكون لها قطر خارجي أكبر، مما قد يؤدي في بعض الأحيان إلى تهيج الوريد أو الحد من تدفق الدم إذا تم استخدامها لفترات طويلة.
المنافذ القابلة للزرع: استخدم قسطرة أصغر وأكثر سلاسة، وهي أقل تهيجًا للوريد وتسمح باستخدام أكثر راحة على المدى الطويل.
بالنسبة للمرضى الذين لديهم أوردة أصغر أو أولئك الذين يحتاجون إلى علاج مطول، يميل المنفذ القابل للزرع إلى أن يكون أكثر توافقًا وأقل تدخلاً.
خاتمة
يعتمد الاختيار بين خط PICC والمنفذ القابل للزرع على العديد من العوامل السريرية والشخصية - مدة العلاج والصيانة والراحة وخطر العدوى والتكلفة والمتطلبات الطبية.
يعد خط PICC هو الأفضل للعلاج قصير أو متوسط المدى، حيث يوفر سهولة التركيب وتكلفة أولية أقل.
يعد المنفذ القابل للزرع أفضل للعلاج الكيميائي طويل الأمد أو الوصول المتكرر للأوعية الدموية، حيث يوفر راحة فائقة وصيانة بسيطة ومضاعفات أقل.
كلاهما ضروريانأجهزة الوصول الوعائييُحسّن جودة رعاية المرضى. ينبغي اتخاذ القرار النهائي بالتشاور مع أخصائيي الرعاية الصحية، مع ضمان توافق الجهاز مع الاحتياجات الطبية ونمط حياة المريض.
وقت النشر: 9 أكتوبر 2025